عمرو عبيد (القاهرة)
اختلف الحال في موسم انتقالات اللاعبين خلال يناير الماضي، عما حدث من ضجة كبرى في ميركاتو شتاء العام السابق، الذي شهد صفقات انتقال مدوية، بات بسببها البرازيلي كوتينيو لاعباً في صفوف برشلونة، والتحق فان دايك بكتيبة كلوب في ليفربول، ورحل أوباميانج إلى أرسنال، بينما انتقل أليكسيس سانشيز إلى صفوف مانشستر يونايتد، وتميز الميركاتو الأخير بالهدوء والتريث ولجوء الفرق الكبرى لإجراء صفقات مستقبلية، بعيداً عن الانتقالات المدوية لكبار النجوم أو الأسعار الخيالية، إلا أن الميركاتو شهد الكثير من الانتقالات الغريبة والمفاجئة، التي استمرت حتى الساعات الأخيرة !
وبالتأكيد، طغت مأساة الأرجنتيني، إيميليانو سالا، على أحداث الميركاتو، وصبغتها بلون قاتم، بعد سقوط الطائرة التي كانت تقله إلى مدينة كارديف، للالتحاق بصفوف فريق البلوبيرد، بعد صفقة انتقال تاريخية كلفت النادي 18 مليون يورو، لكن مهاجم نانت السابق لم يهنأ بهذا الانتقال الكبير، حيث عُثر على بقايا حطام الطائرة غارقة في مياه بحر المانش، ولعب المهاجم الأرجنتيني مع فرق فرنسية عدة خلال السنوات الماضية، إلا أن تألقه اللافت مع نانت وتسجيله 48 هدفاً في 133 مباراة خلال آخر 4 مواسم، دفع إدارة كارديف سيتي للتعاقد معه خلال الميركاتو الشتوي، لكن الصفقة فشلت بسبب مأساة الطائرة.
أما الصفقة التي تعد الأكثر غرابة في الانتقالات الأخيرة، فكان بطلها الغاني، كيفن برنس بواتنج، البالغ من العمر 31 عاماً، بعد رحيله عن فريق ساسولو الإيطالي، معاراً إلى برشلونة، مقابل 991 ألف يورو، مع إمكانية الشراء في نهاية الموسم بـ 8 ملايين يورو، ولا يعتبر بواتنج ضمن فئة النجوم الكبار في عالم كرة القدم، لكن فترة لعبه مع ميلان الإيطالي كانت الأفضل بالنسبة له في بداية العقد الحالي، ولم يحصد الكثير من الألقاب، حيث اكتفى بالفوز بلقب الكالتشيو والسوبر في إيطاليا آنذاك، ومثلما كانت صفقة انتقال البرازيلي باولينيو مفاجئة، كرر البارسا الأمر مع بواتنج، ليكون أحد الحلول الهجومية المتاحة خلال الشهور القادمة فقط، ولعب صاحب الجنسيتين، الألمانية والغانية، مع ساسولو 15 مباراة في الموسم الحالي، وأحرز 5 أهداف في جميع البطولات، كما ارتدى قميص البلوجرانا في مباراة واحدة فقط حتى الآن في مسابقة كأس الملك.
كما جاءت عودة الإنجليزي المخضرم، بيتر كراوتش، إلى منافسات البريميرليج، عبر بوابة بيرنلي هذه المرة، مفاجئة تماماً لكل متابعي الكرة العالمية، لأن صاحب ال 2 متر طولاً، أتم عامه ال 38 قبل أيام قليلة، وبدا راضياً عن إنهاء مسيرته الكروية الطويلة التي امتدت عبر 21 عاماً، في صفوف ستوك سيتي بدوري الدرجة الأولى، شامبيونشيب، لكن كراوتش قرر الرحيل عن صفوف البوترز بعد 8 سنوات قضاها داخل جدران قلعة الأزرق والأحمر، وانتقل إلى بيرنلي في آخر أيام الميركاتو، في صفقة تبادلية حتى نهاية الموسم، وشارك بالفعل بديلاً أمام ساوثامبتون في الثاني من فبراير الجاري، وبرغم تاريخ كراوتش الكبير الذي صنعه مع توتنهام وليفربول وكثير من الأندية الإنجليزية، وكذلك منتخب الأسود الثلاثة، إلا أنه أحرز هدفين فقط خلال 26 مباراة مع ستوك في شامبيونشيب هذا الموسم، وهو ما يجعل صفقة انتقاله تبدو غريبة جداً !
وفي تحرك غير متوقع، قرر المدافع المغربي الدولي، مهدي بن عطية، الرحيل عن فريق يوفنتوس، بعد إصرار كبير من جانب صاحب الـ31 عاماً، وهو ما رفضه البيانكونيري في البداية مع قرار بتجميده حتى نهاية الموسم، إلا أن إدارة اليوفي رضخت في النهاية، وقررت الاستغناء عن بن عطية، بمقابل يصل إلى 10 ملايين يورو، ورحل المدافع الذي سبق له اللعب في صفوف بايرن ميونخ وروما ومارسيليا، إلى الدوري القطري، وهو ما تم تفسيره برفض مدافع أسود الأطلس البقاء بديلاً للثنائي، كيليني وبونوتشي، ورغبته في الاحتفاظ بمقعده في تشكيل المنتخب المغربي خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية القادمة، لكن رفضه عروض الانتقال الأوروبية حمل الكثير من علامات الاستفهام.
وعلى غرار بن عطية، تمرد المهاجم الأرجنتيني، جونزالو هيجواين، على فريق ميلان، الذي لعب له على سبيل الإعارة في بداية الموسم، بعد صدمة توقيع اليوفي مع غريمه التاريخي اللدود، البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن هيجواين عانى في النصف الأول من الموسم، بسبب غيابه عن التهديف بصورة لافتة، حيث أحرز 8 أهداف فقط خلال 22 مباراة مع الروسونيري في جميع البطولات، وارتبط راقص التانجو في بداية الموسم بالانتقال إلى تشيلسي، ليلحق بمدربه المحبوب ساري، لكنه فضل البقاء في الدوري الإيطالي، قبل أن يقرر فجأة الانتقال معاراً إلى صفوف البلوز، مقابل 9 ملايين يورو، وبالفعل شارك هيجواين بالقميص الأزرق في 4 مباريات في البريميرليج وكأس الاتحاد، وسجل هدفين في مواجهة واحدة أمام هدرسفيلد تاون، بينما كان شاهداً على خسارة «البلوز» التاريخية أمام السيتي، بستة أهداف من دون رد، مثلما تعرض لخسارة قاسية قبلها على يد بورنموث برباعية نظيفة أيضاً!.
ألفارو موراتا باغت أيضاً الجميع، وعاد بصورة مفاجئة إلى ناديه القديم، أتلتيكو مدريد، في صفقة انتقال على سبيل الإعارة من صفوف البلوز، لمدة عام ونصف العام، بعد معاناة على مستوى التهديف والمشاركة مع تشيلسي خلال العامين الماضيين، ولعب موراتا 72 مباراة بالقميص الأزرق وسجل 24 هدفاً فقط، ليعود إلى الروخيبلانكوس، الذي لعب له في مرحلة الناشئين قبل 14 عاماً، ولعب مهاجم لاروخا مباراتين مع الأتليتي، خسرهما أمام ريال بيتيس وملكي مدريد في الليجا، كما جاء تخلي فالنسيا عن المهاجم، ميشي باتشواي مفاجئاً، إذ لم يكمل البلجيكي مدة الإعارة حتى نهاية الموسم، وعاد إلى تشيلسي، الذي أعاره مجدداً إلى كريستال بالاس لمدة 6 أشهر، وشارك باتشواى في 23 مباراة مع الخفافيش، لكنه لم يسجل سوى 3 أهداف فقط، بعد أن لعب أغلب المباريات كبديل، وشهدت الساعات الأخيرة من ميركاتو الشتاء، انتقالاً مفاجئاً أيضاً لمواطنه، مروان فيلايني، الذي رحل عن مانشستر يونايتد، والتحق بفريق شاندونج ليونينج الصيني، مقابل 20 مليون يورو، بعدما تقلصت مشاركاته عقب تولى سولسكاير مهمة تدريب الشياطين خلفاً للبرتغالي مورينيو!